logo

في أجواء من التأثّر والخشوع ، اختتم طلّابنا الأعوامَ الخمسة عشر من دراستهم وعيشهم في كنف مدرستهم ، بالذّبيحة الإلهيّة ، وقد اتّخذوا عنوانًا لدفعتهم - دفعة العام ٢٠٢٣-٢٠٢٤- " طائر الفينيق" ، رمزًا للقدرة الّتي أثبتوها في الصّمود بوجه كلّ الأزمات الّتي اعترضتهم مثل الكورونا والأزمة الإقتصاديّة وانفجار مرفأ بيروت والدّراسة عن بُعُد وغيرها ...
احتفل بالقدّاس الخوري إيلي سعادة المرشد العام في المدرسة وأستاذ التّعليم المسيحي للصّفوف التكميليّة والثانويّة ، وشاركه الاحتفال الخوري شارل كسّاب وليّ أحد طلّاب الدفعة المحتفلة ، وبمشاركة معلّميهم والمسؤولين عن الأقسام والرّاهبات والأهل .
تميّز القدّاس بجمال الشّراكة والمجهود الّذي أودع في التّحضير له ، تجلّى ذلك في ترانيمه المختارة ، ومشاركة رفاقٍ من باقي الصّفوف في الكورال ، كما عبّرت صلواته عن مصداقيّة الشباب الّذين يتهيّأون برهبة لمرحلةٍ جديدة من عمرهم .
وقد أبرز الخوري سعادة في عظته الصّفات المشتركة بين أسطورة طائر الفينيق وطلّابنا ، أوّلها الفرادة والّتي تجعلهم متميّزين عن الآخرين لا نسخةً عن أيٍّ منهم ، الثّانية هي العودة إلى الأصالة مشدّدًا على أنّه مع التغيّرات الثقافيّة الّتي سيتأثرون بها في المجتمع ، عليهم أن يتذكّروا دومًا أصولهم العائليّة والتّربويّة، وعراقة مدرستهم التي نشأوا في أحضانها لكي لا يضيعوا في متاهات هذا العالم ، الصفة الثالثة التزيّن بالرائحة الذكيّة ؛ فكما أنّ طائر الفينيق يبني عشّه بأعشابٍ ذات رائحة عطرة ليفوح منه عطرٌ جميل ، كذلك فليتذكّروا ما يقوله عنهم القديس بولس " أنتم رائحة المسيح العطرة " طالما يسكنون في المسيح ويتجلّى هذا العطر في أقوالهم وأعمالهم . الصفة المشتركة الأخيرة هي فنّ الطيران الّذي يتطلّب جولاتٍ فيها تمهّل وترقّب قبل الصعود إلى الأعلى ، هكذا هم عليهم أن يكونوا حذرين في خطواتهم ويدرسونها بحكمة كي لا يتعثّروا ويسقطوا . وأخيرًا أوصاهم الخوري سعادة بأن يكونوا أوفياء لكلّ من تعب عليهم أهاليهم ومعلّميهم والرّاهبات .